"الحب الحقيقي بين أخذ وعطاء بين ادم و حواء
آدم هم ممثول العقل و حواء هي ممثول النفس و ارتباط النفس بالعقل هو مصدر نشوء الخلق و مصدر الحياة على الأرض و مكان ظهور الحق و صدور الخلق للعبرة و الإيمان بالفكرة فكرة الارتباط و الشوق 0
و لا يتم الارتباط من دون الحب و هنا يأتي التعبير الأصدق 0
فمن آدم العقل أوجبت شروط المعرفة انبثاق حواء النفس فكانت الولادة الروحانية لنظام المعرفة 0
و بحركة النفس حول العقل بغرض الاستفادة و حركة العقل بغرض الإفادة ظهرت أسرار الحب العظيم 0
فمن رحم حواء ( النفس الكلية ) كانت ولادة عالم الكون لتصوير الخلق و إظهار ما يُبطن في عالم المخلوق بالقوة إلى عالم الأجساد بالفعل و سميت النفس حواء لأنها احتوت الكون بتناقضاته و بها تنزه العقل عن صراع المتضادات الذي يحكم نظام الخلق فكانت النفس هي صلة الوصل بين عالم الروح و عالم الجسد 0
و هنا تناجي حواء النفس زوجها آدم العقل شوقاً لكمال المعرفة فتُشحن شحنة من نوره و ترسم الصور على لوح الوجود بقدر ما يوهب العقل للنفس من الصفاء و بذلك تتواصل المعرفة لنفوس الأصفياء فينطلق لسان الروح معبراً عن حبه للحق و الخير و الجمال فيتغزل الحبيب بحبيبه فيبدع و يهيم شوقاً للإبداع و تعترف العقول و الأفكار بالعجز و الضعف عن الوصف و ترضى النفوس و تطمئن بنور عقولها و يزيد بها التشوق لمبدعها الأول 0
و هنا يكتمل نظام التوحيد : العقل يخاطب النفس بكلمة تسبق للتلو تكميلاً للمعرفة بجد و فتح لباب الخير و بريق خيال النور المشرق على الذات حتى تستفيق و تستبصر و تتحرر من الظلمة إلى النور 0
" (...)
[center]